إلى أن نقف بعض الوقفات الهامة،
وقفات نتذكر فيها بعض ما ينبغي عمله
خلال هذا الشهر
فنتعرف على جوانب الاستعداد للضيف الكريم ..
وعادة الكريم احسان الوفادة.
كان بعض السلف رحمهم الله يدعون الله ستة
أشهر أن يبلغهم رمضان ..
وبعد رمضان يدعون الله ستة أشهر أخرى
أن يتقبل منهم ما عملوه في ذلك الشهر ...
ولنا أن نسأل لماذا هذا الدعاء وذلك
الحرص البالغ على بلوغ رمضان؟
ونقول :
أن بركة هذا الشهر العظيمة، وما فيه
من مضاعفة للحسنات
هو ما دفعالسلف الصالح رحمهم الله إلى مواصلة
الدعاء بالبلوغ ستة أشهر،
ثم الدعاء بالقبول بقية العام ..
وهو ما ينبغي أن يدفعنا إلى ذلك؛ تأسيا بهم،
إضافة إلى ما نعلم من نصوص الشرع الواردة
في فضل رمضان،
فندعو الله أن يبلغنا رمضان،
يعجبنا ذلك الحرص منك على اهلك وابنائك ..
فأنت تنفق على الجميع في موسم المدارس
فتعد لهم ما يحتاجون إليه وفي العيد تجلب
لهم الملابس الجديدة
وعند حلول الشتاء تجلب ما يدفئ المنزل والابدان ..
إضافة إلى حرصك في توفير المأكل والمشرب
فأنت مشكور في هذا كله.
لكن هل أعددت أهلك وأبناءكلاستقبال هذا الشهر؟
بتوفير الكتابالذي يبين أحكام الصيام.
وتوفيرالأشرطة المفيدة فيتعلم آهل البيت
من زوجة وابناء وبنات
وخدم ما ينفعهم ويفيدهم ويزيد أيمانهم
أننا ننتظر منك دورا عظيما ومبادرات إيجابية
خلال هذا الشهر ..
تحولك من مسلم عادي يهتم بخاصة نفسه ..
إلى داعية إلى الله يأخذ بنواصي العبادإلى الله تعالى.
قال الله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَاإِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
أنت أعلم بنفسك، وأدرى بمواهبك وقدراتك،
فحرى بك أن تسخر تلك الطاقات والمواهب فيالدعوة إلى الله
فان كنت طالب علم فحرى بك أن تساهم بإلقاءكلمة
أو موعظة أو درس علمي تنفع بهالمصلين ..
وأن كنت حافظا لكتاب اللهأو مجيدا لتلاوته
فما أجمل أن تلقن القرآن وتعلمه لكبارالسن
أو لابناء الحي محتسبا الأجر فيذلك:
خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَالْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
رواه البخاري.
أما أن كنت صاحب موهبة ثقافية،
أو تحسن استعمال جهاز الكمبيوتر؛
فحرى بك أن تساهم بإعداد المسابقات الثقافيةالهادفة
التي تفي بها أهل البيت رجالهم ونساءهموصغارهم
كما تقوم بكتابة الفوائدوالملصقات تذكرة للمصلين:
ولَاتَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا
ربما تكون لديك أعمال كثيرة تمنعك من المشاركة
بنفسك أو ممن جلله الحياء
ومنعه الخجل عن الظهور أمام الناس فهل يصعب
عليك تقديم ورقة عملٍ
أو جملة من الاقتراحات والوسائل النافعة مكتوبة
مدروسة تحمل أفكارا
قابلة للتنفيذ خلال هذا الشهر المبارك بحيث تكون
شاملة لجميع طبقات
المجتمع رجالا ونساء شبابا وشيبا بنات وبنين
فمتى ما قمت بهذا العمل رجونا أن يتحقق فيك ..
قول نبينا صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كفآعله
ربما لا تتوفر فيك ما تقدم من صفات ومواهب
حتى تنفع بها أهل حيك أو جماعة مسجدك
لكنك تلمك المال فساهم به وانفقه في سبيل الله فتذكر
قوله تعالى:
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَإِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاتُظْلَمُونَ
سورة البقرة
واعلم رعاك الله ..
أن مشاريع الخير في شهر رمضان كثيرة متنوعة
فحرى بك أن تكون لك مساهمة في أكثر من عمل خيري..
فالمئةأو الآلف ريال التي نويت إنفاقها في باب
واحد من أبواب الخير ..
اجعلها في اكثر من مشروع خيري
حتى ينتفع بها كثير من المسلمين،
فجزء من ذلك المبلغ تسد به جوعه فقير أو مسكين،
والثاني تكسو به عريانا،
والثالث تجعله لدعم أنشطة حلقة القرآن في مسجدك ..